"رهاب المدارس".. قلق يوتر الطلاب ويشغل الأهل قبيل بداية العام الدراسي

"رهاب المدارس".. قلق يوتر الطلاب ويشغل الأهل قبيل بداية العام الدراسي

+A -A
  • 10-09-2024, 12:49
  • 134 مشاهدة
  • اراء ومقابلات / ترند

بغداد- ميل  

مع دنو بداية العام الدراسي الجديد، تساور الطلبة وأسرهم مشاعر القلق والتوتر، في شعور عام مخلوط بالتحديات يميز هذا الوقت الحساس في السنة. 

ضمن حي شعبي في بغداد، تنشغل معظم العوائل في تجهيز أبنائها للعام الدراسي الجديد. في أحد المنازل، تنهمك الأم بتوفير مستلزمات ابنائها مرتضى وبسام وشدن لكنها لم تتوقع أن يكون التحضير للمدرسة "مرهقاً إلى هذا الحد. لدينا قائمة مستلزمات مدرسية طويلة"، هكذا تقول الأم، وتضيف بابتسامة محبطة، "لكن القلق بشأن العودة إلى المدرسة يفوق كل شيء".

مرتضى الذي يبلغ من العمر 10 سنوات، يظهر على وجهه مزيج من الحماس والخوف: "أنا سعيد لأنني سأرى أصدقائي مجدداً، لكنني أخاف من المواد الجديدة التي سنبدأ في تعلمها"، وتتخلل كلمات مرتضى مشاعر القلق التي يشعر بها قبيل بدء العام الدراسي.

أما بسام (8 سنوات) فهو يبكي وسيذهب إلى المدرسة مرغماً، بسبب "الهوسة"، حسب تعبيره باللهجة العامية، مبينا أنه "خائف من صياح المعلمات ولا يريد التعرض للأذى والاستيقاظ باكرا جدا". 

وبالنسبة لشدن (6 سنوات)، فهذه سنتها الأولى ووضعها مختلف، كونها تبكي بحرقة ولا تود مفارقة والدتها التي تؤكد أنها "تتطلب كثيرا من الصبر والجهد لاقناعها بالذهاب الى المدرسة". 

أحد المعلمين اسمه سعد عبد المنعم، يقول في حديث لـ"ميل"، "نحن نعد للعام الدراسي الجديد ونحاول تهيئة بيئة دراسية تجعل الطلاب يشعرون بالراحة، لكن نواجه تحديات بسبب نقص الموارد وتوسع أعداد الطلاب". 

عبد المنعم يضيف، أن "بعض الطلاب يواجهون صعوبات، سواء بسبب القلق أو بسبب التغييرات في المنهج الدراسي، نعمل على تقديم دعم إضافي لهم". 

الأباء والأمهات يتحدثون عن مخاوفهم وتطلعاتهم للعام الدراسي الجديد. "أنا قلق بشأن كيف سيتعامل ابني مع الدراسة هذا العام"، يقول أحد الآباء، ويضيف: "أحاول دعم ابني قدر الإمكان، لكنني أعلم أنه سيكون عليه التكيف مع تغييرات جديدة."

الأم فاطمة شامل تقول في حديث لـ"ميل"، "لا أستطيع نسيان كيف كان ابني يشتكي من المدرسة العام الماضيـ أملنا أن يكون هذا العام أفضل، ونأمل أن تكون هناك برامج دعم تساعده على التكيف".

عند التحدث مع الطلاب في مختلف الأعمار، نلاحظ مزيجاً من الحماس والخوف، "أشعر بالقلق من كل شيء، من المعلمين الجدد إلى المواد الدراسية"، تقول سارة، طالبة في الصف الثاني متوسط، "لكنني في نفس الوقت متحمسة لرؤية صديقاتي والبدء في تعلم أشياء جديدة".

بعض الطلاب يتحدثون عن التحديات الشخصية التي يواجهونها، مثل القلق من التغييرات الأكاديمية أو الضغوط الاجتماعية. "أفكر كثيراً في كيف سأتعامل مع المواعيد النهائية والواجبات المنزلية. سيكون من الصعب العودة إلى روتين المدرسة"، يقول مصطفى خليل، الذي يشعر بالقلق من عبء الجديد.

في الوقت الذي يقترب فيه بدء العام الدراسي، يبقى الأمل هو ما يملأ الأفق، المدارس والأسر تعمل بجد لتجهيز الطلاب، وتقديم الدعم والتشجيع لهم. الجهود المبذولة من قبل المعلمين والأهل تسعى لتخفيف القلق وتعزيز بيئة تعليمية تشجع على النجاح.

مع بداية كل عام دراسي جديد، تجدد الأمل في التحسين والتقدم. الأمل في أن يكون هذا العام الدراسي بداية جديدة مليئة بالفرص والنجاح، وأن تكون التحديات السابقة قد علمت الجميع دروساً جديدة في كيفية التعامل مع الصعاب.

ورغم كل المشاعر، تسابق العوائل الزمن لجعل ابنائها يحظون بعام دراسي جيد والإنطلاق  لبداية جديدة يأملون أن تكون أفضل من السنوات الماضية.

ويشخص علماء النفس "رهاب المدارس"على أنه نوع من القلق  يعاني منه بعض الطلاب تجاه الذهاب إلى المدرسة، ويمكن أن يظهر بعدة أشكال، منها الخوف من الانفصال عن الأهل، القلق من الأداء الدراسي أو حتى القلق من التفاعلات الاجتماعية، وهذا يؤدي إلى تجنب الذهاب إلى المدرسة ويؤثر والنمو الاجتماعي للطفل.

وتتضمن أعراض "رهاب المدارس"، الشكاوى الجسدية مثل آلام المعدة أو الصداع عند التفكير في المدرسة، ونوبات قلق أو ذعر عند الاستعداد للذهاب اليها، ومحاولة البقاء في المنزل قدر الإمكان.