بغداد- ميل
اعتبر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم السبت، أن نهاية الأزمات ومناشئ الصراع في المنطقة تنطلق من حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقه، مجددا موقف العراق الداعم للقضايا العربية كافة، فيما أعلن 18 مبادرة "طموحة" ومنح 20 مليون دولار لإعمار غزة ومثلها للبنان.
وقال السوداني في كلمة العراق بالقمة العربية الـ34، "نرحب بكم باسم الشعب العراقي وبضيوف قمتنا"، مؤكدا إن "رؤيتنا لنهاية الأزمات ومناشئ الصراع في المنطقة تنطلق من حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقه في الحياة الحرة الكريمة على أرضه وأن يتوقف العدوان المستمر الذي يغذي الصراع والعنف".
وأضاف، "هذه الإبادة الجماعية قد بلغت من البشاعة ما لم تشهده كل صراعات التاريخ، لقد رفضنا، وما زلنا، أفعال التهجير القسري للفلسطينيين، مع وجوب؛ إيقاف المجازر في غزة، والإعتداءات على الضفة الغربية والأراضي المحتلة، وفتح الأبواب أمام المساعدات الإنسانية".
وتابع السوداني، "كلنا شاهد تلك الصور التي يظهر فيها الأطفال وهم مصطفون بالمئات من أجل لقمة أو قطعة رغيف قد يحصلون عليها أو يعودوا فارغي اليد".
وتساءل، "ماذا ستسجل ذاكرة هذا الجيل من ألم ومرارة وإحساس بالظلم؟.. لذلك دعونا ومازلنا إلى عمل عربي جاد ومسؤول لإنقاذ غزة وإعادة تفعيل دور وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) في القطاع وفي الضفة الغربية".
وشدد بالقول، "ندعم وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، وندين الاعتداءات المتكررة على سيادة هذا البلد الشقيق، ونعمل من أجل أن يستعيد دوره ويتحقق استقراره".
وأكد بالقول، "نجدد مواقفنا الثابتة الداعمة لوحدة الجمهورية العربية السورية، وسيادتها على ترابها الوطني، ورفض أي اعتداء أو هيمنة على أي أرض سورية، إننا لن نبخل بأي جهد لدعم الأشقاء في سوريا لإقامة دولة المواطنة وبناء نظام دستوري ديمقراطي عبر عملية انتقالية شاملة تضمن حقوق أبناء الشعب السوري، وحرية الأديان لجميع مكوناته وتحارب الإرهاب بمختلف أشكاله".
وثمن السوداني، "قرار الولايات المتحدة الأمريكية برفع العقوبات عن سوريا ونأمل أن تسهم هذه الخطوة في التخفيف من معاناة الشعب السوري الشقيق"، مؤكدا "وقوف العراق مع وحدة اليمن وسيادته، وإنهاء الصراع والانقسام، من أجل وقف معاناة الشعب اليمني وتلبية حاجاته الإنسانية، إلى جانب إسناد جهود الأمم المتحدة لتأسيس تسوية شاملة مستدامة".
وشدد على "ضرورة الحفاظ على وحدة السودان وحقن دماء أبناء الوطن الواحد، وإيجاد حلول مستدامة في ظل أزمة إنسانية حادة يجب وقفه، وكذلك في ليبيا الشقيقة، فإن رابط الأخوة يستدعي منا وقفة من أجل وضع حل شامل مبني على الحوار، لتعزيز الاستقرار وإنهاء الانقسام الداخلي".
وقال، "لأننا نؤمن بالحوار سبيلا لتسوية الخلافات، نؤكد ترحيبنا ودعمنا للمفاوضات الأمريكية الإيرانية، منطلقين من رؤية تؤمن بالسلم والتعايش والتواصل المنتج"، مؤكدا أن "الحاجة تبرز بأن نمضي بروح الأخوة والمسؤولية، نحو حلول جذرية تعالج أصل المشكلات، وتستحضر أولوية الأمن العربي المترابط لشعوبنا العربية، وتشجع آليات العمل المؤسسية الداعمة للاستقرار العربي والإقليمي".
وأعلن السوداني "عن ثماني عشرة مبادرة طموحة لتنشيط العمل العربي المشترك وفي مقدمتها مبادرة تأسيس الصندوق العربي لدعم جهود التعافي وإعادة الإعمار ما بعد الأزمات والصراعات والحروب، ونؤكد هنا إسهام العراق بمبلغ (عشرين مليون دولار) لإعمار غزة، ومبلغ (عشرين مليون دولار) لإعمار لبنان الشقيق".
وقال، "قمتنا الرابعة والثلاثين ليست مجرد لقاء بل بداية لمشروع نأمل أن يشكل انعطافة وانطلاقة جديدة، نضمن معها مستقبلا يليق بشعوبنا وتطلعات أجيالنا"، مؤكدا أن "بغداد الحضارة والحاضر تعتز بوجودكم على أرضها، وهي تقف شامخة باسقة قوية، تسهم في صناعة الحل ومواجهة التحديات بصلابة لا تلين".
