بغداد- ميل
شهدت الأيام الماضية جدلًا واسعًا في إسبانيا حول إصابة لامين يامال، نجم برشلونة الشاب، وكيفية تعامل الاتحاد الإسباني لكرة القدم مع حالته الطبية، ما دفع رافاييل لوزان، رئيس الاتحاد، إلى الخروج عن صمته وتوضيح الموقف.
وخلال حضوره حفل توزيع جوائز الصحفي خوسيه رامون دي لا مورينا، الذي أُقيم لدعم قيم الإدماج والعمل الإنساني في الرياضة، تحدث لوزان لإذاعة كادينا سير، قائلاً: "برشلونة نادٍ كبير، ونحن نعمل بتنسيق كامل معه، ولا داعي لتضخيم هذا النوع من الجدل، يجب منحه فقط الأهمية التي يستحقها".
وأضاف رئيس الاتحاد الإسباني: "عندما يصدر تقرير طبي عن نادٍ بحجم برشلونة، علينا أن نقدّره كما ينبغي. الأهم بالنسبة لي أن إسبانيا تحتل صدارة التصنيف العالمي في كرة القدم للرجال والسيدات، وأنا سعيد بالأجواء الإيجابية الحالية. كما أشكر جميع الأندية التي سهلت انضمام لاعبيها إلى منتخباتهم".
تصريحات لوزان جاءت في ظل الجدل الدائر حول غياب يامال عن قائمة "لا روخا" بعد تعرضه لإصابة خلال فترة التوقف الدولي السابقة، وهو الأمر الذي أثار تساؤلات حول التنسيق بين برشلونة والاتحاد الإسباني.
مكالمة دي لا فوينتي مع يامال
قبل إعلان القائمة النهائية للمنتخب الإسباني، بادر المدرب لويس دي لا فوينتي بإجراء مكالمة هاتفية مع يامال يوم الخميس، أي قبل 24 ساعة فقط من الكشف عن الأسماء. ووفقًا لصحيفة موندو ديبورتيفو، أبلغ المدرب لاعبه الشاب بأنه لن يكون حاضرًا في المباراتين المقبلتين بسبب الإصابة.
ومع ذلك، أوضح دي لا فوينتي للاعب أن واجبه الرسمي يفرض عليه إدراج اسمه في القائمة ما لم يتسلم الاتحاد تقريرًا طبيًا رسميًا من برشلونة، وأن أطباء المنتخب سيخضعونه لفحص في مقر لاس روزاس لتقييم حالته. وأكد له أنه إذا ثبت عدم جاهزيته، فسيعود إلى ناديه مباشرة.
اتصالات متكررة بين برشلونة والاتحاد الإسباني
القضية لم تتوقف عند هذا الحد، إذ شهد الأسبوع الماضي سلسلة اتصالات بين ديكو، المدير الرياضي لبرشلونة، وآيتور كارانكا، المدير الرياضي لكرة القدم للرجال في الاتحاد الإسباني. المحادثات تطرقت بداية إلى تهدئة الأجواء بعد التصريحات المتبادلة بين هانز فليك مدرب برشلونة ودي لا فوينتي، ثم انتقلت لمناقشة أوضاع اللاعبين المرشحين للانضمام إلى المنتخب.
ورغم وضوح حالة يامال، فإن برشلونة لم يرسل تقريرًا طبيًا رسميًا قبل إعلان القائمة، لا بعد مباراة باريس سان جيرمان، ولا يوم الخميس السابق لإعلان الأسماء. هذا الغياب في التنسيق وضع دي لا فوينتي في موقف محرج، فاضطر لإدراج اسم اللاعب رغم معرفته بعدم جاهزيته لمباراة إشبيلية، بسبب إصابة في منطقة العانة.
قرار الإلغاء الرسمي
وفي مساء الجمعة، عند حوالي الساعة الثامنة، أصدر الاتحاد الإسباني بيانًا رسميًا أعلن فيه إلغاء استدعاء يامال، بعد أن تسلم أخيرًا التقرير الطبي من برشلونة، الذي أوضح تفاصيل إصابته.
البيان تضمّن رسالة غير مباشرة للنادي الكتالوني، وأكد أن القرار جاء وفق البروتوكول المعتاد المتبع مع جميع اللاعبين، حيث تعطى الأولوية دومًا لصحتهم وسلامتهم. وجاء فيه: "حرصًا على ضمان تعافي اللاعب بشكل سريع ودون أي مخاطر، وكما هو الحال مع جميع لاعبي المنتخب الإسباني، تم اتخاذ قرار إلغاء استدعائه".
مؤتمر دي لا فوينتي: رد على فليك
من جانبه، عقد لويس دي لا فوينتي مؤتمرًا صحفيًا يوم الجمعة، تطرق خلاله إلى اتهامات هانز فليك، مدرب برشلونة، الذي قال إن المنتخب الإسباني تسبب في تفاقم إصابة يامال خلال معسكر الشهر الماضي.
ورد دي لا فوينتي قائلاً: "لا يوجد خلاف مع فليك. فوجئت بتصريحاته، خاصة أنه سبق له العمل مع المنتخبات وكان مدربًا لمنتخب بلاده، ويعرف كيف تسير الأمور".
وعن التنسيق مع برشلونة قبل استدعاء اللاعب، أوضح: "كما تعلمون، أمامنا مباراتان في غاية الأهمية، وهذا ما يجب التركيز عليه. أما ما قيل هنا وهناك فهو ليس بالأمر المهم".
الدفاع عن قرار إشراك يامال
المدرب الإسباني دافع عن نفسه ضد الاتهامات بإشراك يامال وهو مصاب، قائلاً: "لم أدفع يومًا بلاعب مصاب. ما حدث هو أن لامين شعر بآلام بعد المباراة أمام تركيا، لكن وقتها لم تكن هناك أي إشارة سابقة إلى إصابة خطيرة. الجهاز الطبي شرح الموقف بوضوح".
وأضاف: "أنا لا أرتكب أخطاء في هذه الأمور. استدعي فقط اللاعبين الجاهزين بدنيًا، وإذا تبين وجود مخاطرة، أستبعد اللاعب مباشرة. هذا موقفي الثابت".
وأكد المدرب أيضًا أنه على تواصل دائم مع لاعبيه ومع الأندية: "نحن نعرف حالة كل لاعب تقريبًا. إذا أبلغنا نادٍ بوجود مشكلة، نخضعها للتقييم الطبي. في حالة لامين، سنرى كيف ستتطور حالته خلال الأسابيع المقبلة".
أزمة ثقة بين برشلونة والاتحاد؟
القضية برمتها تعكس مرة أخرى حساسية العلاقة بين برشلونة والاتحاد الإسباني. ففي حين يؤكد الاتحاد أنه يتعامل وفق بروتوكولات واضحة تضع صحة اللاعبين أولًا، يرى النادي الكتالوني أن هناك افتقارًا للتنسيق أحيانًا، خصوصًا في حالات اللاعبين الشباب الذين يشكلون مستقبل الفريق.
وبين تصريحات لوزان المهدئة، وردود دي لا فوينتي الدفاعية، وتلميحات فليك الناقدة، يبقى لامين يامال في قلب هذه العاصفة، وهو لاعب لم يتجاوز السابعة عشرة بعد، لكنه أصبح بالفعل محور جدل كبير على أعلى المستويات.
