"فرصة استثنائية".. "السلام الأزرق" يختتم أعماله في تركيا ويحضر لمؤتمر بغداد للمياه

"فرصة استثنائية".. "السلام الأزرق" يختتم أعماله في تركيا ويحضر لمؤتمر بغداد للمياه

+A -A
  • 21-04-2024, 10:06
  • 456 مشاهدة
  • اراء ومقابلات

بغداد- ميل  

إزمير/ عادل فاخر 

اختتمت مبادرة السلام الأزرق اجتماعها الثاني عشر في مدينة إزمير التركية، بمناقشة جملة قضايا متعلقة بالمياه في الشرق الأوسط بينها البصمة المائية والتحضير لعقد مؤتمر بغداد للمياه المقرر نهاية شهر نيسان/ ابريل الحالي والذي من المقرر أن تحضره وفود عربية واحنبية على مستوى مسؤولين وخبراء.

وتم خلال الاجتماع عرض دراسة شاملة ومستفيضة مقدمة من قبل شركة عالمية بطلب من مبادرة السلام الأزرق حول البصمة المائية، شملت الواقع المائي في منطقة الشرق الأوسط في الدول الست وهي كل من العراق وتركيا وإيران وسوريا والأردن ولبنان.

وشارك أعضاء اللجنة الإدارية في الحوار والنقاش وتبادل المعرفة والخبرات، بهدف تحقيق الأهداف العامة للمبادرة.

فرصة استثنائية 

تقول رئيسة لجنة الإدارة في مبادرة السلام الأزرق والخبيرة البيئية ميسون الزعبي، إن اجتماعنا في إزمير يمثل فرصة استثنائية لتبادل المعرفة والمشاهدة بشكل مباشر تطبيق تقنيات إدارة المياه الرائدة خلال زيارتنا الميدانية، لفهم الآثار العملية، مشيرة إلى أن الهدف من تلك الزيارات هو تشجيع تبادل المعرفة وعرض الحلول المبتكرة لتحديات المياه المشتركة.

وفي مستهل حديثها عند إفتتاح الجلسة أوضحت الزعبي، أن مبادرة السلام الأزرق تهدف إلى تبادل الخبرات والتخطيط للمستقبل وفق التطورات والمعطيات للوصول إلى الهدف المتمثل بمنع تحول المياه إلى سلاح، وأن تكون أداة سلام من خلال التعاون والحوار.

وتبين الزعبي، أن من أهداف الاجتماع تقديم تحديث شامل حول الأنشطة الحالية للمبادرة والإنجازات، والمساعي المستقبلية المخطط لها، فضلا عن التوصل إلى توافق في الآراء بشأن نشر دراسة البصمة المائية ونتائجها الرئيسية، مع الأخذ في الاعتبار الحساسية السياسية الشديدة لبعض توصيات الدراسة، والاستفادة من الخبرة التركية في مجال إدارة المياه وكفاءة استخدامها.

أنشطة شبابية 

ومن جهته يؤكد المستشار الإقليمي في مجال التعاون في قطاع المياه في السفارة السويسرية للأردن والعراق مفلح العلاوين، أن مبادرة السلام الأزرق تثابر على تنفيذ أنشطتها الشبابية والإعلامية الرئيسية، والعمل على نشر نتائج دراساتها ومشاريعها البحثية الأولى، حيث نفذت اجتماعها الثاني عشر للجنة الإدارية للمبادرة في إزمير/ تركيا، وهي بمثابة فرصة لأعضاء اللجنة االإدارية للمشاركة في الحوار والنقاش وتبادل المعرفة والخبرات، بغية تحقيق الأهداف العامة للمبادرة.

ويبين العلاوين، أن هناك برامج تعليمية بهذا الخصوص، وسيتم خلال هذه المرحلة إقامة سلسلة من الدورات التدريبية، بالإضافة إلى الأبحاث على أرض الواقع لاختيار مناطق معينة مشتركة بين هذه الدول، لتقديم  معرفة ومعلومات، وإيجاد  نوع من الأرضية المشتركة للحوار والتفاهم على إدارة مصادر المياه.

ويأتي إجتماع إزمير، حيث تجتمع اللجنة الإدارية للسلام الأزرق بمشاركة كل من العراق والأردن ولبنان وتركيا، بالإضافة إلى خبير من إيران، للاطلاع على التجربة التركية في إدارة المياه، خصوصًا في السدود التحت أرضية لتجميع المياه واستخدامها في فترات الجفاف.

استقطاب الشباب 

وبخصوص استقطاب الشباب لجعلهم قادة للتغيير في مجال المياه، يقول المسؤول الفني للمكتب التنفيذي لمبادرة السلام الأزرق منتصر الكيلاني أن المبادرة وفرت زمالة شبابية للشباب من دول المنطقة بعدما تقدم عدد من الشباب والشابات من المهتمين في قضايا المياه، مبينا أن ستة من الشباب من العراق وتركيا ولبنان والأردن تم قبولهم بعد أن تجاوزوا الإختبارات والشروط المطلوبة، موضحا أن الزمالة تستمر لمدة خمسة أشهر وسوف تكون زمالة سنوية تشمل الشباب من ذوي الخبرة بهدف تحويلهم إلى صناع تغيير في قضايا المياه.

مؤتمر بغداد 

كما ناقش المجتمعون أهمية وطبيعة مشاركة أعضاء مبادرة السلام الأزرق في مؤتمر بغداد للمياه والمقرر في السابع والعشرين من نيسان/ ابريل الحالي، وعرض ما أنجزته المبادرة خلال الفترة الماضية وما تخطط له في المستقبل، حيث يستعرض ذلك العضو الفاعل في المبادرة مستشار رئيس جمهورية العراق لشؤون المياه الدكتور محمد أمين فارس.

ومبادرة السلام الأزرق هي مبادرة إقليمية تهدف إلى توطيد التعاون في مجال المياه عبر الحدود والقطاعات.

دراسة دولية 

وتم خلال الاجتماع عرض الدراسة التي اعدتها شركة البصمة المائية التنفيذية في هولندا، بطلب من مبادرة السلام الأزرق، وهي شركة متخصصة بدراسة البصمة المائية (WFi ).

وخصت الدراسة دول العراق والأردن ولبنان وسوريا وتركيا وإيران، وسوف تكون دليل لكيفية إستخدام المياه وكمياتها المختلفة وكفاءة أكثر.

وتعاني منطقة الشرق الأوسط من ضغوط مائية كبيرة، تفاقمت بسبب مناخها الجاف والنمو السكاني السريع، والتوترات الجيوسياسية المستمرة. 

وتعد الإدارة المستدامة للمياه أمراً حيوياً لمواجهة التحديات في مجال الأمن الغذائي والاستقرار الاقتصادي.

 وتهدف دراسة تقييم البصمة المائية في الشرق الأوسط، والتي نفذت بتمويل من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون، إلى توفير فهم تفصيلي لاستخدام المياه وكفاءتها والتبعيات الخارجية في كل من الدول الست. 

كما تهدف مبادرة البصمة المائية إلى قياس البصمة المائية للإنتاج والاستهلاك والتجارة في منطقة الشرق الأوسط.

ولا يكتفي هذا التقييم بتحديد الاستخدام المباشر للمياه عبر القطاعات الزراعية والصناعية والمنزلية من العام 2012 إلى العام 2022 فحسب، بل يدرس أيضًا ديناميكيات تجارة المياه الافتراضية، مما يكشف مدى اعتماد المنطقة على المياه الخارجية.

وخلصت الدراسة إلى عدد من النتائج ومنها:

الاستخدام القطاعي للمياه: يهيمن قطاعا الزراعة والطاقة على استخدام المياه على المستوى الإقليمي، حيث يستهلكان نحو 224 كيلومتر مكعب سنويًا.  

ومن الجدير بالذكر أن اعتماد الزراعة على النظم البعلية يجعلها شديدة التأثر بالتقلبات المناخية والجفاف.

الاعتماد على المياه الخارجية: تظهر المنطقة اعتماداً كبيراً على موارد المياه الخارجية من خلال تجارة المياه الافتراضية، وخاصة بالنسبة للمحاصيل الأساسية مثل القمح والذرة. 

وتظهر بلدان مثل الأردن ولبنان نسبة اعتماد تبلغ 90% و72% على التوالي، مما يؤكد أهمية ديناميكيات التجارة العالمية على الأمن الغذائي الإقليمي.

الفوارق الإقليمية: تبرز إيران وتركيا كدولتين محوريتين في استخدام المياه الإقليمية، حيث تساهمان بشكل كبير في استهلاك المياه وصادرات الأغذية، ومع ذلك، تكشف ممارساتهم الزراعية عن اختلافات صارخة في إنتاجية المياه والاعتماد على الري.

التوصيات

وأوصت الدراسة بعدة نقاط منها:

تعزيز كفاءة الري: تطبيق تقنيات الري الحديثة وممارسات الإدارة للحد من خسارة المياه. 

التنويع الزراعي: تشجيع تنويع المحاصيل لتقليل الاعتماد على المحاصيل كثيفة الاستهلاك للمياه وتعزيز القدرة على الصمود في مواجهة التأثيرات المناخية.

بناء القدرات: تعزيز تمكين المزارعين من ممارسات توفير المياه والزراعة المستدامة لتحسين إنتاجية المياه.

تبادل البيانات والمعرفة: تعزيز التعاون الإقليمي في جمع البيانات المتعلقة بالمياه ومشاركتها وتحليلها لدعم اتخاذ القرارات المستنيرة ووضع السياسات.

التحليل الافتراضي لتجارة المياه: تعميق فهم الاعتماد على المياه الخارجية وتأثيراتها على الأمن المائي الإقليمي والسيادة الغذائية.

تنفيذ تسعير المياه: إدخال آليات تسعير المياه لتحفيز الحفاظ على المياه ودعم تطوير البنية التحتية.  

الخلاصة

تؤكد اتفاقية المياه العالمية الحاجة الماسة إلى إدارة متكاملة للموارد المائية في منطقة الشرق الأوسط، خاصة إن معالجة التحديات البارزة من خلال التوصيات المستهدفة يمكن أن يعزز القدرة الإقليمية على الصمود، وضمان الاستخدام المستدام للمياه والأمن الغذائي، وسط الضغوط البيئية والجيوسياسية المتزايدة.