بوتين: روسيا لا تضع شركاءها في حالة تبعية لحلولها التقنية
ترامب يضع شرطًا على أردوغان لإزالة العقوبات عن تركيا
النفط: اتفاق على تسليم نفط كردستان إلى "سومو" وتصديره عبر جيهان وفق الدستور والموازنة
السوداني يعلن تحقيق إنجازًا تاريخيًا: انتظرناه منذ 18 عامًا
السوداني: الصيادلة هم عماد التقدّم المنشود في صناعة الأدوية
بمشاركة العراق.. عقول المياه تجتمع في إزمير لتبادل الخبرات ووضع حلول رقمية للزراعة
ملتقى العراق للاستثمار .. 160 فرصة استثمارية جاهزة للتنفيذ في قطاعات حيوية تتعطش للشراكة والنمو
وزير الخارجية: العراق مستعد لاستضافة المؤتمر الدولي لضحايا الإرهاب وبناء مستقبل أكثر عدلاً للشعوب
فوضى ورعب على متن رحلة جوية والسبب التهام "جوازات السفر"
التعليم تغيث طلبة الدور الثاني بـ5 درجات إضافية
بمشاركة العراق.. عقول المياه تجتمع في إزمير لتبادل الخبرات ووضع حلول رقمية للزراعة
بغداد- ميل
متابعة/ عادل فاخر
اجتمع خبراء وممثلون حكوميون في مجال المياه من العراق والأردن ولبنان وتركيا في مدينة إزمير التركية، خلال الفترة من 23 إلى 25 أيلول/ سبتمبر الحالي في جولة دراسية إقليمية رائدة تُركز على الحلول الرقمية للإدارة المستدامة للمياه في الزراعة.
وتستهلك الزراعة أكثر من 80% من موارد المياه العذبة في الشرق الأوسط، وهو واقع يؤثر على المزارعين والأسر والمجتمعات المحلية في جميع أنحاء المنطقة يوميًا، حيث عقد اجتماع ازمير لمواجهة هذا التحدي الملح، وقد نُظمت هذه الجولة الدراسية، تحت رعاية مبادرة "السلام الأزرق في الشرق الأوسط"، ونُفذت بالكامل من قِبل المعهد التركي للمياه (SUEN) بدعم سخي من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون (SDC).
وبحسب مبادرة السلام الأزرق في الشرق الأوسط انه وبسبب الضغوط المتزايدة على موارد المياه في المنطقة، تم وضع الهدف الأسمى وهو تعزيز كفاءة القطاع الزراعي، الذي يستهلك الحصة الأكبر من المياه.
كفاءة استخدام المياه
وفي هذا السياق، يُنفَّذ المشروع الثاني لشبكة SUEN تحت عنوان كفاءة استخدام المياه، ضمن مظلة مبادرة السلام الأزرق في الشرق الأوسط، ايمانا منها بأن تبادل المعرفة والممارسات والخبرات المكتسبة من خلال هذه الجهود سيُقدم مساهمات قيّمة لجميع بلداننا، وفقا لماذكرته عضو اللجنة الإدارية لمبادرة السلام الأزرق في الشرق الأوسط ومنسق تطوير السياسات، المعهد التركي للمياه (SUEN) الدكتورة توبا إفريم مادن.
فرق ملموس
استضاف المركز الدولي للبحوث والتدريب الزراعي (UTAEM) في تركيا البرنامج الذي استمر لثلاثة أيام، حيث استعرض كيف يُمكن للتكنولوجيا أن تُحدث فرقًا ملموسًا للمزارعين والمجتمعات على حد سواء، ومن خلال الجلسات الرئيسية ودراسات الحالة والزيارات الميدانية الشاملة، استكشف المشاركون أدوات مثل الاستشعار عن بُعد، والمراقبة عبر الأقمار الصناعية، وتطبيقات إنترنت الأشياء، وأجهزة الاستشعار، وأنظمة الأتمتة التي يُمكن أن تُساعد في وصول المياه إلى المحاصيل الأكثر احتياجًا إليها.
وسلطت العروض التقديمية الضوء على منصات تركيا الرقمية لرسم خرائط مخاطر الجفاف وإدارة الري، بينما تبادل مندوبو دول الشرق الأوسط الأخرى في مبادرة "السلام الأزرق" تجارب بلدانهم، مما عزز تبادل المعرفة عبر الحدود.
بيانات الاستشعار
يقول رئيس قسم العقود في مديرية مستخدمي المياه وجمعياتهم، سلطة وادي الأردن، وزارة المياه والري في الأردن المهندس محمد الروبي، أن الاستشعار عن بعد يضمن أن تكون كمية المياه المستخدمة لري الأراضي مناسبة دون إفراط أو نقص في بلد مثل الأردن يعاني من ندرة المياه، كما يمكن لبيانات الاستشعار عن بُعد أن تساعد في تحديد المناطق التي يمكن فيها تحسين كفاءة الري، مما يوجه الاستثمارات في البنية التحتية أو التقنيات الحديثة للري.
وأضاف أن الاستشعار عن بعد يسمح بتحديد المحاصيل ذات الاستخدام العالي للمياه أو أساليب الري غير الفعالة، مما يقترح فرصًا لتحسين استخدام المياه أو الانتقال إلى ممارسات زراعية أكثر كفاءة في استخدام المياه.
تجارب ميدانية
تجاوزت الجولة الدراسية الجانب النظري، حيث قدمت تجارب عملية ميدانية، فيما عرضت الزيارات الميدانية في إزمير مراقبة المحاصيل بمساعدة الطائرات بدون طيار، وأنظمة الري القائمة على أجهزة الاستشعار، وحلول إدارة المياه الذكية قيد التنفيذ، فيما أكد الخبراء خلال الجلسة الافتتاحية أن إنتاجية المياه ليست مجرد تحدٍّ تقني، بل هي جوهر الأمن الغذائي وسبل العيش الريفية والتعاون الإقليمي، مما أعطى طابعًا استشرافيًا للمناقشات حول الحوكمة القائمة على البيانات والزراعة المستدامة.
وفي حين شكّلت التكنولوجيا ركيزة الجولة الدراسية، عزز البرنامج أيضًا مهمة "السلام الأزرق في الشرق الأوسط" في تحويل المياه من مصدر محتمل للتوتر إلى حافز للتعاون الإقليمي والاستدامة، من خلال الجمع بين الممارسين وممثلي المياه الحكوميين من جميع أنحاء الشرق الأوسط، خلقت الجولة الدراسية مساحة حيوية لتبادل المعرفة والعمل المشترك.
واختُتمت الجولة الدراسية بحصول المشاركين على شهادات، والأهم من ذلك، التزامًا مشتركًا بتطوير ممارسات الري الذكية وحماية موارد المياه العابرة للحدود في المنطقة، من خلال مبادرات كهذه، لا تتكيف المنطقة مع تحديات المياه فحسب، بل تُحوّلها أيضًا إلى فرص للدول والمجتمعات للتجمع معًا برؤية مشتركة نحو مستقبل أقوى وأذكى وأكثر مرونة.
وخلص كبير المهندسين في مركز الدراسات والتصاميم الهندسية بوزارة الموارد المائية العراقية المهندس عايد حسين كاظم، إلى أن ورشة العمل كانت مميزة وهامة للغاية في تعزيز تبادل الخبرات بين الدول المشاركة، لا سيما في استخدام تقنيات صور الأقمار الصناعية والاستشعار عن بُعد لرصد استهلاك المياه للمحاصيل، بالإضافة إلى تصميم أنظمة الري الحديثة وتطبيق الإدارة المتكاملة للمياه، مبينا أن العراق يحرص على التواصل المستمر مع زملائه من الدول الأخرى لاغتنام فرص نقل هذه المعرفة وتطبيقها في مجالات الزراعة والري، والعمل على تبني مشروع رائد يُسهم في تطوير هذا القطاع الحيوي.
جميع الحقوق محفوظة (ميل نيوز)