"ميل" يقتفي أثر الكاظمي .. "وساطة فاشلة" و"مكالمة متأخّرة" سبقت زيارة إيران
بغداد- ميل
تقصّى "ميل" عن خفايا الظهور العلني الأول لرئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي، بعد مغادرته المنصب، والذي فاجأ الجميع عندما ظهر جالساً بجوار وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في صورة تداولها الإعلام الرسمي في إيران.
وعلى غير العادة، اختار الكاظمي هذه المرّة التخلّي عن ربطة العنق، التي يُقال إنها تستفز حسَّ عناد لدى "الخط الثوري" في إيران، الذي ينحدر أمير عبد اللهيان منه فكرياً، بوصفها دلالة على "التشبّه بالغرب" أو ما يطلقون عليه تسمية "الاستكبار العالمي"، وهو بطبيعة الحال مؤشر على "مغازلات سياسية" يطمح الكاظمي من خلالها إلى تحقيق تقارب مع الإيرانيين.
ونشرت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية شبه الرسمية، خبراً بعنوان: "محادثات بين أمير عبد اللهيان ومصطفى الكاظمي في طهران".
ولم يتضمن الخبر في تفاصيله، معلومات أكثر مما ذكر في العنوان، وهو ما يوحي بأن ترويج صورة اللقاء كان الأهم إعلامياً، فلم تكن عبارة "أجرى معه جولة محادثات في طهران" وافية للمتلقي، الذي تثار لديه تساؤلات عدّة عن طبيعة المحادثات التي من الممكن أن يجريها مسؤول إيراني رفيع، مع شخصية سياسية عراقية لا تمتلك منصباً تنفيذياً أو تمثيلاً برلمانياً أو حتى قاعدة شعبية تؤهله لذلك.
وعلم "ميل" من مصدر سياسي واسع الاطلاع، بأن "زيارة الكاظمي إلى إيران تأتي في سياق طلب التوسط، للضغط على بغداد من أجل إعفائه من الملاحقة بقضايا الفساد وهدر المال العام"، لاسيما بعد أن طالت يد رئيس مجلس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني، مسؤولين فاسدين يقطنون في دول مختلفة، كان آخرهم مديرة المصرف العراقي للتجارة حمدية الجاف، التي أعلنت هيئة النزاهة الاتحادية عن اعتقالها داخل الإمارات في اليوم الأول الذي هبطت فيه طائرة السوداني في أبو ظبي.
وحطَّ السوداني في التاسع من شباط الحالي، رحاله في الإمارات التي كانت تمثّل خامس محطة إقليمية له بعد الأردن والكويت والسعودية وإيران.
وأخبر المصدر ذاته، "ميل"، بأن "الكاظمي أراد استباق زيارة عبد اللهيان إلى بغداد من أجل التوسط لديه حول ملفات تدين مدير مكتبه ومقربين منه أبرزها سرقة أموال الأمانات الضريبية المعروفة بسرقة القرن"، مبيناً أن "الكاظمي اختار إيران بعدما فشلت مساعيه لعقد لقاء بالسوداني في أبو ظبي عبر وسطاء عراقيين".
وفي ساعة متقدّمة من فجر يوم الأربعاء (22 شباط 2023)، وصل وزير الخارجية الإيراني إلى بغداد، في زيارة التقى خلالها بستّة مسؤولين هم: رؤساء الجمهورية والوزراء والبرلمان ومجلس القضاء الأعلى، فضلاً عن وزير الخارجية، ومستشار الأمن الوطني العراقي.
معلومات مصدر "ميل"، حظيت بتأييد من القيادي في تيار الحكمة الوطني حسن فدعم، الذي لم يستبعد أن يكون الكاظمي قد ذهب إلى إيران، بسبب "حصار بعض أطراف الإطار عليه"، والدعاوى القضائية التي تجعل عودته إلى العراق "ضرباً من الخيال".
ويقول فدعم: "قبل أيام أجرى الكاظمي اتصالاً من لندن بأحد الاخوة وطلب بعض الأمور"، مستدركاً بالقول، إن "الكاظمي يريد ترتيب وضعه بعد الملفات التي ظهرت مؤخراً وكان أبرزها سرقة القرن وتورط مكتبه الذي أدار أسوأ فترة حكم في العراق".
جميع الحقوق محفوظة (ميل نيوز)